jeudi 19 janvier 2012 | By: Al karawen

العريض والمعارضة



حديث الساعة هو الشريط الذي يصور علي العريض في وضع لا أخلاقي. الشريط معروف ومفبرك من قبل مخابرات بن علي منذ أوائل التسعينات بشهادة أغلب الأحزاب السياسية والعارفين بدواليب وزارة الداخلية. تم إعادة نشره لأسباب يسهل التكهن بها وأغلب الظن أنها تقاطع مصالح بين الحاقدين على حركة النهضة وبقايا النظام السابق. في ظاهر الأمر وحد هذا الشريط التونسيين على اختلاف ميولاتهم السياسية والحزبية فاستنكروه، إلا أنه في باطنه كان في كثير من الأحيان مجرد أداة في الصراع الحزبي المقيت والتلاسن بين الفريقين.

في بداية الأمر، تقتضي الدقة أن نتجاوز في وصفنا لردة فعل المعارضة القول بأنها رفضت نشر الفيديو وتعففت عن ذلك فالحقيقة أننا لاحضنا عديد الردود وقد نلخصها في خمسة أقسام
    
  • القسم الأول يخص الشرفاء من المعارضة والذين لم ولن تسمح أخلاقهم بتسول نشر الشريط طريقة للمساس من الخصم و النيل من شرفه ونحييهم على موقفهم ونتمنى أن يعلو صوتهم على صوت غيرهم
   
  • القسم الثاني وهم الأنذال والسفلة ممن نشروا الشريط وعلقوا عليه واتهموا العريض بأنه لواطي وغير ذلك من بشيع الوصف ثم عمموا ذلك على مساندي حركة النهضة وأنصارها، وهؤلاء معرفون لدى الجميع ولهم صفحات كبيرة في الفايسبوك أو فيديوهات مشهورة على اليوتيوب والأجدر عدم الرد على تفاهاتهم

  • القسم الثالث أو من ارتأى أن يكون رفضه لنشر الشريط عدم تتبع عورات الغير والكف عن التدخل في الحياة الشخصية للآخريين. هذا القول إنما هو يخفي في طياته اتهاما ضمنيا للعريض بإتيانه للفاحشة ثم يتكرمون عليه بستر عورته، عوض أن يقولوا بكل بساطة أن البوليس السياسي هو المسؤول عن فبركة القضية ويدينوا مثل هاته الممارسات في حق المناضلين (التعبير لذو كينج)، وأمثال هؤلاء ما قالته الحائرة وغيرها ممن يزعمون في الأخلاق معرفة وعلما، نسأل الله أن يقينا خبثهم ومكرهم

  • القسم الرابع أناس شاهدوا الشريط فوجدوا فيه ما يشفي غليلهم فنشروه على صفحاتهم وسبوا وشتموا وتهكموا - كعادتهم والشيء من مأتاه لا يستغرب - ثم أحرجوا لما بدأت أحزابهم وزعاماتهم ممن جمعوا قدرا من الحنكة السياسية في التنديد والرفض لمثل هكذا ممارسات فانقسموا إلى صنفين، صنف غلب غباؤه على نفاقه فنشر بيانات التنديد وتبجح بما رآه رقيا في التعامل ودرسا في الأخلاق وترك ما نشره من سب وشتم للتو على صفحته فوقع في تناقض مضحك ومبك في آن، نسأل الله له الشفاء، وصنف ثان غلب مكره فحذف ما نشره ثم تبجح علينا بأخلاقه هو وحزبه وجماعته، نسأل الله أن تكون أخلاقنا غير أخلاقهم التي لا أخلاق فيها

  • القسم الخامس وهم كثر، لم يسارعوا إلى نشر الشريط أو التعليق عليه، ثم سارعوا إلى نشر البيانات الرسمية لأحزاب المعارضة لكي يدعوا أفضلية في أخلاقيات التعامل السياسي على حساب حركة النهضة وهذا منسجم مع رؤيتهم للعمل السياسي الذي ينحصر في شيطنة التيار الإسلامي وشتمه والتشكيك في رموزه ومبادئه وسيرته، والحال أن نفس الأشخاص هم من أكثروا من استعمال ألفاظ حزب النهقة والخوامجية وغلمان الغنوشي إلخ ونشروا الأكاذيب وروجوا لها وشتموا كل من صوت خلاف ما يرون واحتكروا لأنفسهم الوطنية التي وصلت مداها عندما دعوا الفرنسيين إلي التصويت لمارين لوبان كعقاب لمن صوت لحركة النهضة في الخارج، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأخلاق لديهم تستحضر للنيل من الخصم وتغيب للسبب ذاته، وهي وسيلة لا غاية، أداة في الصراع لا غير ومظهر لتلميع الصورة كادعائهم التسامح مثلا وهم أبعد الناس عنه
  
إن الأخلاق الحقة تعلو عن الصراع الحزبي فتقيده وتعقلنه وترتقي به إلى مستوى الحوار البناء ولهذا ننتقد ما رأيناه من ادعاء للأخلاق من كثير من أنصار المعارضة في غير محله، والنقد يمتد في نفس الإطار إلى كثير من الصفحات الإسلامية التي لم تحترم الأخلاق والمبادئ في نقدها لخصومها فشوهت صورة فريقها قبل أن تشوه صورة خصمها وأساءت لقضيتها ونست أوتناست أن الإسلام منهج يتناقض كلية مع مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وأن الوسائل تأخذ حكم المقاصد فتكون الوسيلة إلى أفضل المقاصد أفضل الوسائل، والوسيلة إلى أرذل المقاصد أرذل الوسائل (التعبير للعز بن عبد السلام) ولا ينفع القول بأن الخصم هو من بدأ لأن خطأه لا يبرر خطئي ولا هو يعفيني من اتباع مرجعيتي ومبادئي 

هذا ونتمنى ختاما أن يعلو صوت العقلاء والنزهاء من الطرفين لما فيه خير البلاد والعباد

4 commentaires:

Primavera a dit…

Bravoooo ! je suis fière !

Ash Zanzir a dit…
Ce commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.
bluesnake a dit…

Bravo Franc Incisif et surtout .....équilibré

felemis a dit…

السلام عليك،

سمعتك تتحدثين عن مدونتك في إذاعة شمس فم .

أنا لا اشتم أحداً إلا في حال التعدي على مقدساتي .

ما رأيك ؟

Enregistrer un commentaire