mardi 1 novembre 2011 | By: Al karawen

هستيريا ما بعد الانتخابات عند أشباه المثقفين


يوم 23 أكتوبر قرر الناخب التونسي أنو يزحف هو والملايين باش يقضي على الديكتاتورية في بلاده ويبني ديمقراطيته وكم كانت صدمة أشباه المثقفين من بني جلدتنا كبيرة وقت الشعب التونسي قلهم بكل حزم : من أنتم؟

وكيما برشا منهم لعبوا معانا دور الطبيب النفسي (الدكتورة ألفة يوسف على سبيل الذكر لا الحصر) جاء دورنا أحنا باش نحللو النفسية متاع الناس هذوما (ويا لها من نفسية لولبية حلزونية). كيما قلنا كانوا أمام حدث ما نجموش يستوعبوه ولذلك استعملو وسيلة دفاع كلاسيكية هي إنكار الحقيقية (Le Déni) والقول أن النهضة لا تتمثل أغلبية الشعب التونسي وهوني تلقاهم يضربو نسبة أصوات الحركة في نسبة المشاركين ممن يحق لهم التصويت  ويقولولك النهضة خذات 25% من الأصوات. الرد بسيط وهو اللي قعد في دارو ما يعنيش بالضرورة أنو ما تمثلوش حركة النهضة و ما نتوقعش برشا من اللي يكرهو النهضة ولا خايفيين لا نرجعو للأربعة نساء صبحو راقدين نهار 23. نتوقع أغلب اللي ما صوتوش كيما جدتي يشوفو السياسة من منطق ربي ينصر المسلمين وفقط. و على ذكر نسب التصويت نشوفو أنو الانتخابات التشريعية في فرنسا عام 2007 كان فيها نسبة مشاركة 60% وحاز فيها الـUMP على 60%  من المقاعد رغم أنو صوتولو كان حوالي ربع المسجلين على القوائم الانتخابية، وما سمعناش حتى سياسي من الحزب الاشتراكي يقول أنو اليمين ما يمثلش أغلبية الفرنسيين وما عندوش الحق يتكلم باسمهم. نفس الوضعية نلقاوها في انتخابات أمريكا سنة 1996 وقت كلينتون جاب 25% من أصوات الأمريكيين (لأنو نسبة التصويت كانت أقل من 50% ). الناس الكل تقبلت النتائج موش اتهمتو بأنو لا يمثل إلا ربع الأمريكيين.

إذا كان نتجاوزو النقطة هاذي، نلقاو أنو ثاني طلعة طلعولنا بيها هي أنو الشعب التونسي بهيم. يا غلبة طلعنا بهايم عند سيادتهم. اللي يضحك هو أنو قالو ها الكلام نهار اللي خسرو في الانتخابات بينما كثير منهم كان يمجد في الشعب التونسي العظيم اللي ماهواش ماش يحصل لأقلية من الخوانجية. وكيف كيف تقرى في تعليقاتهم تشوف أنهم تذكرو فجأة أنو الديمقراطية عندها مساوئ كثيرة. إيه هذا توة فقتو بيه؟ يعني اتفقنا أنو نلعبو لعبة بقواعد محددة (و قانون انتخابي ضد النهضة بشهادة عياض بن عاشور) نهار اللي خسرتو قلتوا اللعبة خايبة؟ توة هذا يتسمى سلوك طفولي ولا؟ أنا على كل نتساءل لوكان اربحتو كنتو تقولو أنت يا شعب راك بهيم أما صحيتك كي اخترتني آهو تو نوعيك؟ ولا كنتو تنافقوه كي عوايدكم وتقولو: لقد بلغ شعبنا درجة كبيرة من الوعي...؟ (كثر الهم يضحك)
"La démocratie des incultes est la dictature de la populace". Olfa Youssef.

وللذكرى فقط فإنو نفس أشباه المثقفين كانو تحت حكم دكتاتورية الجهل مدة 23 سنة وتقريبا لا واحد منهم كان يقول كلام كيما هذا بل كثير منهم كان يطبل ويبندر غير التونسي نساي وبرة، ونعت الناس اللي هداولهم الحرية من دمهم بالجهل والتخلف يعبر عن جحود ونفسية مريضة ونرجسية فاقت كل الحدود...

ثالثا شفنا اضمحلال للحس الوطني عند كثير من أشباه المثقفين واللي وصلو يستجديو التدخل الفرنسي لحماية ما يعتبروه قيم كونية ونساو حاجة اسمها سيادة وطنية لأنو في رايهم الشعب التونسي قاصر ولازمو مراقبة دولية من جهات أجنبية. معناها جاء الاستعمار بتعلة أحنا شعب قاصر لازم يحكمنا غاوري متنور وبعد مشا وجا بورقيبة قال نستبد أما نعلم الشعب خاطر مازال جاهل وتوة بعد خمسين سنة و بعد ثورة قامو بيها أحرار تونس وبعد أول مرة منذ قرون يسمع فيها الشعب صوته تجي سهير بلحسن وتستجدي العون الفرنسي؟ أحنا وين وانتوما وين يا مدام... ونشوفو في الفيديو هذه وزير الخارجية الفرنسي الأسبق Hubert Védrine يقول بأي حق نسائلو الشعب التونسي وتونس ليست محمية فرنسية وسهير بلحسن تقلو لا، لازمكم تتدخلو وأحنا نعرفو فرنسا كلمتها مسموعة. أنا نقول في كلمتين : إن لم تستح فافعل ما شئت... (و للعلم فإنو سهير تلقات الدعم العلني من ألفة يوسف في صفحتها على الفايسبوك)



وتوصل الدناءة بكثير منهم ممن يعيشون في تونس أو فرنسا للدعوة العلنية لانتخاب مارين لوبان نكاية في الـ 30% اللي صوتو لحركة النهضة واللي حسب رايهم لازمهم يرجعو لتونس عقابا ليلهم (لأنو التصويت لحزب في أمخاخ الأشكال هذه قد يعتبر جريمة). تشدني الضحكة كي نتذكر شعارتهم الوردية حول التسامح والتعايش المشترك) وتونس لي تونس ليك ولكن نقلكم حاجتين: أولا  كان مارين لوبان توصل للحكم وتطرد المهاجرين فأول وحيد يروحو هوما انتوما وموش على خاطركم صوتو للقطب ماش تدبرو الفيزا وعندكم عبرة في موقف نفس اليمين الفرنسي المتطرف من الـHarkis في الجزائر اللي قاتلو معا فرنسا باش بعد ينظرولهم كأقل من البشر. وعلى كل موش أول مرة كثير من أشباه المثقفين يتحالفو مع الشيطان ضد الاسلاميين وهوني نتذكر شكون طبق سياسة تجفيف المنابع في نفس الوقت إلى عشرات الآلاف من الإسلاميين كانو يتعذبو في الشجون وشكون كان يدافع عليه في المنابر الصحفية باسم الحداثة وحقوق المرأة.

وباش منظلمهمش نذكر إلي بعض المثقفين ومنهم رجاء بن سلامة حاول يبدل في خطابه ولكن إلى حد التناقض فيقول بعد الانتخابات أنو كان ومازال يدافع عن امكانية تطور النهضة ويرفض الحكم على النوايا والشيطنة


وقبل الانتخابات كان ثمة حديث آخر(موش شيطنة حتى طرف)


والأستاذة رجا تكمل وتقول أنها تتمنى اختفاء اتهامات الرجعية والظلامية


أي نعم موش باهية الإتهامات اللي كيما هكا


على كل نقلك يا مدام اللي النهضة موش بمزيتك ولى عندها الحق في المشاركة السياسة، وإذا التغير صادق فإن شاء الله تكون توبة نصوح ...

وبعد ردود الفعل الهستيرية هذه ما بقى لأشباه المثقفين كان تمني فشل الحكومة المقبلة للنهضة ولوكان جاء هذا على حساب الوطن وولينا نسمعو دروس في الديمقراطية من عند أحزاب انهزمت وشكلت المعارضة قبل ما تتشكل الحكومة (تشوف العجب في تونس). أنا نقول لهم أنو بقدر ما المعارضة في ظل دكتاتورية تمثل شرف وفخر بقدر ما المعارضة في ظل ديمقراطية تعني فشل (ذريع بالنسبة للبعض) وتوجب المراجعة الذاتية ولما لا الاستقالة من رئاسة الحزب (يا ذنوبي كان أحمد نجيب الشابي يسيب كرسيه) فكتجي اليوم وتقلي أنا معارض ما تستناش باش نصفق عليك.

ونتساءل هوني مادام نحكيو على التقدمي، هل أنو الحجج متع أهمية المعارضة ما كانتش فالابل نهار 13 جانفي مع بن علي؟ ولا حكومة الغنوشي 1 و2 ؟ المصلحة الوطنية اللي شفتوها وقتها بعيون متلهفة لكرسي الرئاسة ماعادش تقضي توة؟ بن علي وبقاياه أيه أما حزب منتخب من الأغلبية لا؟ أنا بالمناسبة نحيي سلوك مصطفى بن جعفر إلي رفض الحكومة متع الغنوشي وقبل حكومة وحدة وطنية اليوم (إنسان يفهم في السياسة لا أكثر ولا أقل).

ثانيا تسمع جوهر بن مبارك يقلك تم انتخاب النهضة على برنامج ولازم نحاسبوها عليه وهاكا علاه لازم تنزل للميدان وحدها (وأحنا البقية في القرادان، نتفرجوا، ننبروا، وكان لزم نعملو العصا في العجلة، مالا باش معارضة؟). أولا هل أنو البرنامج ماش يتطبق في أقل من عام حتى موعد الانتخابات القادمة؟ ولا تحبو تستبلهوا ولاد الشعب وتجيو بعد عام وتقولو وين الـ500 ألف موطن شغل اللي وعدتنا بيهم النهضة؟ هل نفس الحجة تتقال لوكان التكتل كان عندو 40% ودعى بقية الأحزاب اليسارية إلى حكومة وحدة وطنية بتعلة اختلاف البرامج يا جوهر؟ وهل كلمة الأحزاب مسموعة كي تكون في المعارضة أكثر من اللي كي تكون في الحكومة لوكان ما كانتش ثمة رغبة مبيتة في افشال حكومة النهضة؟

ثالثا، هل الظروف الاستثنائية اللي تمر بيها بلادنا تسمح باش نحكيو على المعارضة قبل الوحدة الوطنية، خاصة مع وجود قوى الردة في الخارج والداخل واللي تتمنى فشل التجربة الديمقراطية في بلادنا؟ على كل أنا نعرف الدمار الشامل اللي يمكن تحدثو تجربة ناجحة لحزب إسلامي في بلاد عربية لأنها ستكون سابقة خطيرة تكسر حاجز الخوف والأوهام اللي صنعتو الحكومات العربية المتهافتة ومن لف حولها من أشباه المثقفين وأتأسف في ذات الحين كي نشوف أطراف تسبق الايديولوجيا على المصلحة العليا للوطن.

هذا اللي شفناه حتي التو، ولعل نشوفو ما أخطر في الأيام القادمة وما نستغربش كي نسمع على سبيل المثال بتحركات شرسة من قبل الإتحاد العام التونسي للشغل تحركو قيادات من تيارات معروفة من أجل خلق البلبلة في البلاد أو أنو الإعلام يبدى يهيج في المناطق المحرومة ويوهمها بعدم رغبة حركة النهضة بإصلاح الأوضاع فيها...(إن كيدهم لعظيم)

واختم بالقول : كل المثقفين يعانون من جهل شعوبهم ونحن نعاني من جهل مثقفينا

11 commentaires:

Unknown a dit…

Bravo

imen a dit…

يعتيك الصحة قلت اش لازم يتقال . عندنا برشا حداثيين عندهم نرمال يرجع القمع النوفمبري و الاعلام البنفسجي تي يرجع بن علي بيدو و مايشدوش الاسلاميين !

mouhamed a dit…

أحسنت وضعت إصبعك على الداء
خليهم ينبرو كيف ميحبو حتى لو لاقدر الله دخلو البلاد في حيط أنا إن شاء الله بعد عام باش ننتخب مره أخرى النهضة

Maroco Saghira a dit…

برافو، بيان دي..
كيف تراهم ظاهريا تقول هذوما ضد النّهضة و لكن الحقيقة أنهم ضد الإسلام بصفة عامّة، يترعبوا كيف يسمعوا واحد يقول الله أكبر و يضحكوا كيف واحد يقول ماشاء الله..
مستعدّين للمساهمة في مشروع دمار شامل للبلاد المهم الإسلام لا، لكن الحمد لله الشعب طلع مسلم أحب من أحب و كرخ من كرخ..

unloco a dit…

شفت برشا عاملين حداد
ربي يشفيهم
من جهة يسمون أنفسهم ديمقراطيين و من جهة لا يرضون بالديمقراطية
فهم لا ترضيهم سوى دكتاتورية الأقلية
لأنهم ما يحبوش يشدو الصف كيف لعباد و يمشيو لبيرو الشغل كيف لعباد
و يخدمو و يعرقو كيف لعباد
يحبوها هناني بناني تحت المكيف و الشعب الزوالي يتمرمد و يخدم

Yasmine a dit…

الناس هذه تنسى انها تشوف طبيب لحالتهم مشكلة هؤلاء المرضى أنهم لا يذهبون لمصحات نفسية بل يقدمون باعتبارهم مفكرين وسط شعب اتهموه بالجهل لانه رفضهم لذلك وقيت بش يمشيو يداويو رواحهم او نكثرولهم من هالزرارق

Anonyme a dit…

شكرا لك على هذا المقال واريد ان اقول بان هؤلاء الجهلة هم انفسهم كانوا عملاء لبن على حيث كان يشجعهم على فساد البلاد و العباد

Anonyme a dit…

"• مرضى عقد التفوق وأوهام العظمة ... الشعب سحقهم لأنهم منبتون عنه ولا يريدون الاعتراف ... قالوا أن النهضة خدمتها التلفزة الوطنية والجزيرة وتناسوا من لوثوا الفضاء لخدمتهم ... نقمة وحنبعل وغيرها ... يعتقدون أن من اختاره الشعب جاهل يركب بغلا ... وقائمات النهضة والمؤتمر تحوي من الكفاأت أكثر مما جمعوا من أصوات ... فاتكم القطار ... فاتكم القطار ...فاتكم القطار ..."

مرجانة a dit…

Excellent article et excellente analyse Karawen

Al karawen a dit…

Merci à vous tous, w mar7ba bikom :)

selim karisma a dit…

nous somme la tounssi nabar maya3jebnich la3jab faded mejaw
3ajebni l'article

Enregistrer un commentaire