السلام عليكم
كيما هي العادة في تونس ما بعد الثورة يرقد الإنسان ويفيق يلقى قدامو
هدرة كبيرة الناس الكل تحكي فيها و كي العادة الهدرة هذه لازم يكون عندها علاقة
بالخوانجية . معبوكة اليوم هي النظام البرلماني اللي حكا عليه برنامج النهضة واللي
تكبلو سعده في نهارتو وولا نظام ديكتاتوري، موش ناجع، موش عادل، يراد بيه الاستفراد بالحكم ...
بالعربي تحليبة كبيرة عملتها النهضة و فاقو بيها المهفات متاعنا
وكيما العادة بدات الإتهامات وبدا التخوين (وقتاش وفا باش يبدى) وبدات
المغالطات في حكاية النظام البرلماني واللي نحب نحكي عليها في التدوينة هذه مغالطة
مغالطة
المغالطة الأولى: النظام البرلماني كيما حكات عليه النهضة لا يطبق الفصل
بين السلط
أولاً، وفي كل
الحالات فإنو الحديث ينحصر في السلطة التشريعية والتنفيذية والسلطة القضائية
معندهاش دخل بنظام برلماني ولا رئاسي ولا إلي هو. ثانياً أي واحد يحل يقرى على
النظام البرلماني يلقى انو يقول بالفصل المرن بين السلط موش كيما النظام الرئاسي
إلي يقول بالفصل الكامل ولكن في كل الحالات ثمة ديمة فصل بين السلط. والمرونة ببساطة
هي انو كل سلطة تنجم تأثر على الأخرى فالبرلمان ينجم يحجب الثقة على الحكومة
والرئيس ينجم يحل البرلمان. وعلى كل أي واحد ينجم يسهل روحو ياخي الديمقراطيات العريقة
اللي تطبق في النظام البرلماني تفصل ما بين السلط وإلا تمارس في نظرية الخلط وبوه
على خوه وكعور واعطي للأعور؟ (للعلم مونتسكيو استوحى نظرية الفصل من النظام
الانجليزي إلي كان ومازال برلماني ) وكان على حكاية أنو البرلمان ينتخب الرئيس
فهاكا المعمول بيه في الأنظمة البرلمانية كيما في إيطاليا واليونان والمجر وسويسرا
وتركيا وغيرها من البلدان...
المغالطة الثانية : النظام البرلماني غير مستقر
وهوني
تلقى الكاتب اللي يحب يقنعك بكلام كي هذا يستشهدلك ببعض الأمثلة إلي ما نجحتش
بالباهي في النظام البرلماني ويتناسى التجارب الناجحة وهي الاغلبية ويتناسى أيضا
التجارب الرئاسية غير المستقرة ونحكي خصوصاً على الحالة إلي تلقى فيها برلمان
يسيطر عليه حزب من شيرة ورئيس من حزب آخر من شيرة أخرى وهذه الحالة صارت في أمريكا (Divided Goverment) وفي فرنسا (cohabitation) وقت ميتيران وشيراك (نظام نصف رئاسي). صحيح
زادة أنو تأثير الحالة هذه ما يتجاوزش تعقيدات و بطء في اتخاذ القرارات في البلدان
المتقدمة ولكن كي تجي في البلدان النامية (سلعة حلوزي) تنجم تؤدي إلى شلل تام في الحياة
السياسية وتكون سبب في انقلابات عسكرية، وهوني عنا أمثلة نحكيو عليها من أمريكا
اللاتينية كيما الأرجنتين والبرازيل وغيرها
وإذا
كان خايفين انو يكون عنا برشة احزاب في البرلمان متاعنا يردوها شكشوكة وما يتفاهموش في إطار نظام برلماني
فما علينا كان نعملوا نظام انتخابي فيه حد أدنى من الأصوات كيما في تركيا وإلا نسبية
الأغلبية في كل دائرة (winner takes all) كيما في بريطانيا أو فرنسا (وهذا النظام هو إلي منع الـ front national من عدد مقاعد كبير في البرلمان الفرنسي)
والحديث على النظام الإنتخابي يذكرني بفيديو متع سي عياض بن عاشور في فرانس إنتر يفسر فيه علاش اختارو النظام الإنتخابي
وكيفاش قلبو يحن على الاحزاب الصغيرة وكيفاش يحب يحد من النسبة اللي يمكن تاخوها
النهضة في المجلس التأسيسي ( يبرر موقفه بأنو الإسلاميين خطر على الديمقراطية فهمت ولا...).
اللي نتذكرو أنو الناس إلي توة تولول متكلمتش وقتها وماقالتش موش عدل أما برا
نقولو يمكن مازالت (في هاكا الوقت) ما تفهمش في النظم السياسية وما ولاتش خبيرة
قانون ودساتير...
المغالطة الثالثة : البرلمان بغرفة وحدة موش عادل
وهو
طبيعي يقولو هكا مادام النهضة اختارتو و يتناسو انو هكا يمكن نتجنبو العرك ما بين الزوز
غرف وانو القوانين تولي تتعدى أسرع وبأقل بيروقراطية. أما هات نشوفو وتوة نلقاو أنو نصف دول العالم
تقريباً عندها غرفة برلمان وحدة. و بنسبة للدول الأخرى فثمة عادةً ظروف تاريخية
منها انو الغرفة العليا يشدها النبلاء والغرفة السفلى تقعد للعامة كيما في
بريطانيا وهاكا علاش نفس هذي الدول حاولت تعمل إصلاحات بش تعطي تقريباً كل إصلاحية
لبرلمان واحد (مثال في بريطانيا Parliament Acts ، Life Peerages Act ، House of Lords Act مجموعة قوانين عطات صلاحيات
شبه صورية لمجلس اللوردات وخلات تقريبا كل الصلاحيات عند مجلس العموم)
وزيدو حلو الرابط هذا حول البرلمان من مجلسين وتوة تلقاو إلي النظام بغرفة واحدة هو إلي قاعد ينتشر كما في
الدول الإسكندنافية هذا بخلاف أنو زوز غرف يعملوها عادة الدول إلي عندها فدرالية
ويولي مجلس يمثل المحافظات بالتساوي والآخر حسب عدد السكان (وتونس يكون في علمكم
موش فيديرالية)
المغالطة الرابعة : تعيين البرلمان لرئيس المحكمة الدستورية ولدائرة
المحاسبات قرار غير ديمقراطي
وهذا بصراحة
نقد يدهشني : أولاً، برنامج حركة النهضة حكى على رئيس المحكمة الدستورية وموش على
أعضائها الكل . ثانياً يا أخي زعما موش طبيعي انو دائرة المحاسبة تتبع البرلمان
بما أنها ماشي تحاسب السلطة التنفيذية وموش خير من انو يعينها الرئيس وموش هذا هو
المعمول به في بريطانيا و في السويد وفي أمريكا مثلاً ولا زعمة مهمش ديموقراطيين كيما
ينبغي؟
على كل هذه مجموعة روابط وثبتوا في كل مرة لشكون تتبع دائرة المحاسبات
وبخلاف هاذوما المغالطات علاش منحكيوش على مزايا النظام البرلماني وإلا
ما ثماش مزايا بالكل؟ أنا رايي أنو المزايا أربعة وهي أساسا
1/ القطع مع الماضي
بما انو قلنا ثورة على
الدكتاتورية فخلينا نتذكروا أنو الدكتاتورية في بلداننا قعدت ديما مرتبطة بشخصية
الدكتاتور الواحد الفرد (على عكس ديكتاتورية الأحزاب كيما في الصين بعد ماو ودانغ واللي الرئيس يتبدل فيها دوريا أو ديكتاتورية المجالس العسكرية كيما في بيرمانيا) وحتى في الاحزاب الأيدولوجية كيما حزب البعث طلع فيسع صدام حسين في
العراق وحافظ الاسد في سورية وسيطروا على الأمن والحزب والدولة وردوهم تابعين لشخصهم، وكيف كيف مثماش أتاتوركية من غير أتاتورك ولا ناصرية
من غير عبد الناصر ولا أي طغيان دون زعيم أخ قائد نرجسي وعاجبتو روحو يفني عمره (للأسف) في خدمة الوطن متاعه ( آهو احتراما
لبعض الحساسيات محكيتش على بورقيبة)، توا كي هي هكا لحكاية علاش منسكروش هل الباب
وفك علينا من رئيس قوي ومن نظام رئاسي
و زعما موش خير أنو
في نظام برلماني يكون رئيس الدولة محدود الصلاحيات وعلى نفس المسافة من الأحزاب (رمز أما كي الزير المتكي)
ويكون رئيس الوزراء اللي عندو السلطة الفعلية حاطط في بالو البرلمان (خدام حزام أما موش بالجورني) ، زعما ما
تكونش حل باش ما يطلعلناش ديكتاتور آخر؟
2/ الانتقال الديمقراطي
وهوني نعرفو انو هذي أكثر مرحلة حرجة في الحياة الديمقراطية وانو المؤسسات
مازلت في طور التأسيس وتنجم تدخل بعضها وتولي الناس تلوج على راجل قوي يحمي لبلاد.
إيه وآش لزنا احنا نعطيو الراجل هذا إلي يمكن يجي فرصة باش يعاود يستبد بنا؟ وهات
نشوفو الدول إلي عملت إنتقال ديمقراطي كيما أوروبا الشرقية تو نلقاو انو التسعة
دول الناجحة والي في الإتحاد الاوروبي كلها عملت نظام برلماني، زعمة الكل غلطوهم
(وهكا علاش توة ناجحين)؟
وعلاش زادة مناخذوش دول العالم الثالث وتوة نلقو إنو ثلثي الدول إلي
عملوا نظام برلماني عملوا ديمقراطية ناجحة من الأول بينما تقريبا ما ثمة حتى نظام
رئاسي وما ولاش دكتاتوري في فترة من الفترات وإلا ما عرفش نظام عسكري (وهذا الكلام
حسب دراسة قام بها الاربعة هاذوما Juan Linz، Fred Riggs، Bruce
Ackerman، Robert )
3/ الشفافية ومحاربة الفساد
وهوني كيف كيف كان نثبتو مليح تو نلقاو انو النظام البرلماني يكون
عادةً (statistiquement) أقل
عرضة لتغلغل الفساد خاصة في الدول النامية واللي سعدها مكبوب و مغير ما نحكي برشة
نخليكم مع الرابط هذا لدراسة اشرف عليها البنك الدولي وتبين في اللي كنت نقول فيه
وهذه دراسة أخرى حول العلاقة بين النظم السياسية وحسن تسيير شؤون الدولة
http://www.bu.edu/sthacker/parl071211.pdf
http://www.bu.edu/sthacker/parl071211.pdf
4/ مجابهة الضغوط الخارجية
وهذه آخر نقطة ولكن
يمكن أهم نقطة وهي انو ديما موش ساهل إلي شخص يجي يقول لا لأمريكا (و غير أمريكا)
حتى وإن كان رئيس دولة، وديما شخص واحد يرضخ أسرع للضغوطات موش كيما كي يبدا
برلمان كامل يهز الحمل مع بعضو خاصةً وقت نعرفو بمركب النقص إلي عند أغلب زعمائنا
كي يحكيو مع الغرب وكيفاش ينجمو يوليو يعملوا صفقات تحت الطاولة ما يسمع بها حد
الله و الله أعلم آش يعطيوهم رشوة سياسية ومغريات باش يقنعوهم بقرارات موش في
مصلحة أوطانهم
وهوني نسترجع مثل وقت أمريكا حبت تدخل للعراق من الشمال (كردستان)، جاء
ارد وغان وقلهم لا؟ مينجمش على خاطر وقتها حكومته مازالت ضعيفة وعندها اتفاقيات
ودرا شنوا أما قلهم كانكم علي أنا باهي أما نشاور البرلمان، وقعد البرلمان يتمهطل
حتى لين هزت أمريكا دبشها وروحت ومشات منين جات
الحصيلو في الختام وقبل ما نكمل التدوينة هذه عندي احتراز نقولو على برنامج
حركة النهضة وهو أنهم حقهم يوضحوا الفصل 13 إلي ينص على أنو رئيس الوزراء يكون من
الحزب إلي عندو أغلبية ويقولو بالفم المليان انو هكا هو العرف موش القاعدة (العرف على خاطر فيها احترام لإرادة الشعب، وجوردون براون رفض الحديث عن تحالف مع الديمقراطيين الأحرار ويرجع رئيس حكومة لأنه شاف في هاكا قرار إلتفاف على إرادة الشعب البريطاني) وانو إذا
كان السيد اللي من حزب الأغلبية مجابش روحو يولي أي إتلاف برلماني عندو الأغلبية
يشد الوزارة كيما صار مع جيرهارد شردور في ألمانيا واللي شد على خاطر عاونوه حزب
الخضر بش نجم يلمد أغلبية
وبما انو قال انو البرنامج قابل
للنقاش فما فيها باس يقبلوا النقد والتغيير وآهو فرصة باش نثبتو من صحة كلامهم...
على كل أنا كنت نتمنى إلي كي تهبط البرامج يرتفع المستوى متع النقاش
(كيما البالونسوار متع الصغار واحد يهبط يطلع الآخر) أما للأسف مازلنا في عبارات
التخوين والاتهام والحكم على النوايا وشيطنة الآخر خاصة كانو من حزب البولحية (شفافة وموش شفافة) وأنا وإن كنت ديما نتمنى الحال يتبدل (لا تيأس قال الراجل) نقولها
من توة وألمي وحزني كبيران : يا ذنوبي...
3 commentaires:
بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب !
لا أعلم إن كانت النهضة قد تغافلت بسوء نية عن توضيح الفصل 13.. شخصياً أعتقد أنها إعتبرت من البديهيات أن يكلف رئيس الدولة حزباً أخر بتشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان إن عجز المتحصل على أكبر نسبة من الأصوات عن ذلك...
كنت ولا أزال من أشد المناصرين للنظام البرلماني ولي تصور خاص له :))) ولكن لم أجد الوقت حتى الأن لأضعه حبراً على ورق ! ربي يسهل...
والمهم أن يتم النقاش بالحجة لا بالشيطنة
لم أقل أن سوء نية هي التي دفعت حركة النهضة لكي لا توضح الفصل 13 ولكن لا شيء يمنع أحد قيادييها من التطرق للموضوع وحسم الجدل فيه.
أنا أيضا أعتبر أن النظام البرلماني هو الأفضل لتونس اليوم. إذن ننتظر تدوينتك بفارغ الصبر.
أسعدني مرورك. مرحبا بك :)
Lu. sommairement.
Tu évoques la norvèges et les pays scandinaves, c'est imprécis, quitte à comparer, comparons des républiques et non des républiques avec des monarchies constitutionnelles.
aucune république avec un parlement bicaméral et une expérience notable que je connaisse à moins que vous puissiez m'éclairer la lanterne :)
Je fournirai d'autres observations demain.
Enregistrer un commentaire