السياق التاريخي: تدور الأحداث الملهمة لهذا المقال في بلاد في شمال إفريقيا - تسمى تونس - سنة 2011 ميلادي بعد اضطرابات أدت إلى تغيير رأس النظام (يطلق على هاته الاضطرابات أحيانا اسم "ثورة")
موضوع النقاش: تقنين أو تقييد مجلة الصحافة للخطاب الديني
مشروع مجلة الصحافة:
المشروع هذا يتعلق ب"إصلاح" مجلة الصحافة إلي كانت في عهد بن علي والي تعتبر اليوم ديفاسي مع الواقع الجديد ما بعد الثورة، و هاكا علاش كثير من الفصول قلصت مالعقوبات إلي يمكن يتعرضلها الصحفي وهذا مقبول ولكن إلي ما نفهموهش هو الفصول اللي تتعلق بالمساجد و الأئمة والخطاب الديني واللي تم رفضها من مجموعة من الجمعيات الإسلامية في نص البيان التالي
وباش نلخصو النقاط المرفوضة في هذا البيان:
1. منع الأئمة من التعبير عما يتعلق بالشأن العام للبلاد السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والتربوي
2. ضمان الحصانة للصحفي ومعاقبة كل من يتعرض له بالتهديد أو الإهانة بينما الخطيب معرض للعقوبات المالية والجسدية
3. عدم اعتبار الوضع الشرعي الخاص للمسجد في الإسلام
4. عدم تجريم التطاول على المقدسات الدينية
حديث عن الوضع الميداني في تونس وشغل المواطن:
قبل ما ندخلو في النقاش حول الفصول المعنية، نتذكرو أنو نقاش يجي في إطار اضطرابات سياسية تعيشها البلاد و سفر عدد من رموز النظام السابق إلى خارج أرض الوطن وفي إطار اعتصامات ديما توفي بالحجر و اللكريموجان. ظرف صعيب يتساءل فيه البعض عن مصير الثورة ككل ولكن يبدو أنو هيئة بن عاشور عندها مشاغل أخرى مخالفة تماما لمشاغل المواطن التونسي
حديث عن الشرعية المفقودة
حكينا في تدوينه سابقة عن التركيبة المنحازة لهيئة بن عاشور والشرعية المفقودة ولكن نعاودو نذكرو (والذكرى تنفع التوانسة) بأمر في غاية البساطة، الهيئة هذه اللي ما عندهاش شرعية بأي حق تعطي لروحها سلطة تشريعية وتسن في القوانين وتحضر لما بعد الإنتخابات؟ (يمكن يخليو للمجلس التأسيسي عملان كود دي لا روت). وهذا السؤال يطرح بأكثر إلحاح وقت يتم التطرق لمواضيع مهمة كيما علاقة الدين بالحياة العامة.
وأنا شخصيا إنسان تفكيري محدود وما نجمش نفهم كيفاه هيئة فيها ثلة من النساء الديمقراطيات هي اللي تحدد لي آشنو يقول وما يقولش الإمام نهار الجمعة. أنا شخصيا ما فهمتهاش.
حديث عن اللائكية في العالم الغربي والإسلامي والفوارق بين التجربتين
كثيرا ما يتم اتهام بن عاشور وبعض الأحزاب اليسارية بأنها تحب تطبق العلمانية الفرنكوفونية في تونس وهذا موش صحيح لأنه فيه تجني كبير على هذه العلمانية (عجب! ) و المثال الأقرب اللي يحبو عليه هو العلمانية الأتاتوركية
1. العلمانية الفرنكوفونية تعني الفصل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية واستقلالية كل وحدة على الأخرى، وهذا – أعزك الله – يمشي في الشيرتين، و ما ينجم حد يجي يقول لقس ما تحكيش في السياسة وإلا الاقتصاد وإلا الإجهاض وإلا الواقي الذكري، لأنه يولي يتنافى مع حرية التعبير
2. العلمانية الأتاتوركية اللي تخضع فيها المؤسسة الدينية للمؤسسة السياسية ويتم تقزيمها و الحد من دورها وأقرب شاهد هو المستوى متع أغلب خطب الجمعة (إلا من رحم ربي) في العهد السابق
لماذا النموذج التركي وليس الفرنسي للعلمانية؟
حسب رأيي لسبب بسيط وهو أنو الخطاب الإسلامي أخطر بالنسبة لمن ينادي بالعلمانية في أي قطر إسلامي من أن يترك حرا طليقا ويكتفى بفصله عن المؤسسة السياسية و هو خطاب يؤثر في الناس ولا يمكن لأي سياسي محنك أن يغض الطرف عنه، وهاكا علاش بورقيبة اللي كان لائكي استعمل الخطاب الديني وقت الاستعمار و بعد الاستقلال واستعملو بن علي ويستعملو الباجي قايد السبسي في خطاباته
علاقة عالم الدين أو الخطيب والسياسة: شواهد شرعية و تاريخية
الشواهد الشرعية كثيرة وتؤكد على دور الخطيب في الحياة السياسية ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" وتاريخنا الإسلامي مليء بالأمثلة عن علماء تمردوا على الساسة كالإمام ابن تيمية الذي توفي في سجنه في قلعة دمشق أو محنة الإمام أحمد ابن حنبل في فتنة خلق القرآن ولعل أفضل مثال على الديناميكية التي يضفيها الخطاب الديني على السياسة ما لعبه يوم الجمعة من دور في الثورات العربية وفي ذلك لآية لقوم يعقلون، أفلا يعقلون؟
9 commentaires:
الدكتور عبد الوهاب المسيري في تعريفه للائكية يقسمها إلى صنفان: الشاملة والجزئية، ويعتبر الجزئية "جزأ" من الإسلام (في ظروف معينة)، و هذا ما يفسر أنك لا تجد لها -اللائكية الجزئية- صدى في مجتمع مسلم وذلك بأن الإسلام رسالة شاملة وكاملة.
أما أدعياء اللائكية في بلادنا، فلن تجد لهم موضوعا يكسبهم الشهرة والميداليات الأجنبية -التي من أجلها يبيعون شرفهم- إذا ما إتفقت معهم على لائكية جزئية قد ترضي الجميع. و هذا البحث المتواصل عن الشهرة يجعلهم متشددين مع الخطاب الديني الذي لا يمكن لهم فصله عن الحياة العامة إلا بالإقصاء والمغالطات والكذب والتلفيق والغدر والنفاق ومطاردة رموزه و تشتيت شملهم.
أنا لا اعتبر أن هناك فرق بين اللائكية التركية والفرنسية في تعاملهما مع الإسلام. فحتى في فرنسا أصبحت هناك برامج لتدريس الأيمة ومراقبة شرسة للخطاب وتشديد على حرية لبس الحجاب ومشاكل مصطنعة حول اللحوم الحلال وغيرها من الأشكال التي ترمز إلى الإسلام. ففي كلتا الحالتين (التركية والفرنسية) هناك خيانة للمبدأ الذي من المفترض أن تقوم عليه اللائكية.
مقالك رائع صديقي الكروان ، بارك الله فيك :)
@Wael: J'avoue que j'ai pas encore lu l'ouvrage de Masiri mais je suis d'accord pour dire qu'il y a plusieurs types de laïcité et qu'il convient de faire la distinction entre ces types.
Personnellement, je pense qu'on a peu de vrais laïcs en Tunisie, la religion laisse rarement les gens neutres à son égard: Ils sont donc de fervent adeptes ou hostiles.
Pour la laïcité française, le simple fait que des actions islamophones soient commises contre les musulmans au nom de la laïcité ne doit pas nous mener directement à la condamner. D'abords il y a un sentiment de xénophobie grandissant, l'Islam étant toujours perçu comme religion étrangère. Ensuite, la laïcité a été "calibrée" sur l'église catholique et la religion chrétienne. L'arrivée de l'Islam peut montrer les limites de ce modèle et pousser à le modifier.
En tt cas, je ne suis pas fier de ce que j'ai écris, j'étais très fatigué et j'ai donc bâcle quelques parties mais merci pour tes compliments.
9ahwetek 5alsa min 3andi la prochaine fois :D
الحقيقة قريت 3 كتب فقط على العلمانية وموقف الاسلام منها الي نجّمت نخرج بيه هو انو الاسلام شامل كامل فيه كل ما يحتاجه المسلم لتسيير حياته مع احترام الحرية بكل أنواعها آخر كتاب للقرضاوي قريتو يقول فيه "يحافظ الإسلام على حرية الوطن كما يرعى حرية المواطن. وهي حرية الفكر لا حرية الكفر، وحرية الضمير لا حرية الشهوة، وحرية الرأي لا حرية التشهير، وحرية الحقوق لا حرية الفسوق." عجبتني المقولة لمراعتها لطبيعة المسلم و مطابقتها لنفسيتو و الي نشوفو فيه من هيئة عماية الثورة و خاصّة في المرسوم هذا هو خارج عن دائرة الحرية و لا يمكن الا أن يكون تكبيل و تكميم لأفواه فئة من المجتمع دورها الاول و الأساسي هو توعية الناس مهما كانت القضايا المطروحة أصلا ما فهمتش شنوة خلاّولهم في الخدمة متاعهم بعد الموانع هذي الكل كل نقطة فيهم تحبّلها وحّدها مقال وكامل ...
@Abir: J'aime bien la citation de Qaradhawi car elle résume bien la vision centriste qu'il a de l'Islam.
J'avoue ne pas avoir lu de recueils sur la laïcité, et encore moins sa relation avec l'Islam mais de m'être contenté de lire des articles ou suivre des débats qui traitent le sujet.
Oui malheureusement la laïcité restera toujours liée à une limitation de la liberté d'expression ou la dictature puisque elle est le fruit d'une certaine "élite" occidentalisée qui se donne le droit de l'imposer au peuple qu'elle considère comme simple et naïf.
Merci pour ton passage :)
يعطيك الصحة على المقال،
و بارك الله في عبير على نقل مقولة القرضاوي الجميلة و فيكم الكل على مداخلاتكم المثرية
@Lili: Thx a lot :) Zaretna el barka! :)
Al salemou alaykom
Bravo Karawen pour cet article clair et intéressant, merci d'avoir dénoncé les agissements de cette ............ Allahoma enni sa2ima :)
Personnlemment j'étais pas au courant de cette atrocité qui pue l'islamophobie dans le sens où ils savent comme tu l'as dit l'importance du discours islamique ...
je dirais simplement :
{ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون(9) }
سورة الصف
@ Abir : tha7aktni ki 9olt " قريت 3 كتب فقط على العلمانية"
méla chet9oul 3alli ma9ra 7atta kteb kifi ? lool
en tout cas j'ai pas besoin de lire des bouquins sur ça, le Coran n'est que trop clair !
Merci pour l'excellente citation de Karadhaoui :)
je vous en prix les fifilles :)) j'ai trouvé que le livre d' elkaradhawi est très instructif il a répondu à toutes les questions posées sur l'islam et la laïcité il est intitulé الاسلام و العلمانية وجها لوجه tellement je l'ai apprécié je souhaite que vous partagez sa lecture with me le voilà en version électronique http://www.4shared.com/document/KVjd77V9/__-____.htm a book you just couldn't put down :)
@Prima: wa3alaykom assalem. mar7ba, annestna :)
Houwa juste comme précision: je pense pas qu'on ait de vrais laïcs en Tunisie (sachant que je suis contre la laïcité fi tounes). La plupart des ... (ena zeda saïm, amma houma mejmè3a elli 7kit 3lihom dans ta dernière note) qu'on voit sur nos plateaux télévisés sont des athées militants qui revendiquent ou cachent leurs athéisme (dont bcp de gauchistes des années 70), s'irritent qd ils entendent el Adhen ou quelqu'un qui parle au nom d'el 7alel et 7aram, ta9adoumiyin façon Nouri bouzid et co et pour bcp d'entre eux, orphelins de l'ancien régime.
S'ajoute à cette frange de pseudo-intellos, des musulmans libertins qui ont un mode de vie y5afou 3lih, et pensent que la laïcité peut préserver ce mode de vie.
Ces deux tranches que j'ai cité parlent au nom de la laïcité, mais aucun n'y croit vraiment.
@Abir: Jèzèki Allah 5airan, w Nchallah yt7at fi mizen 7asanètik.
Enregistrer un commentaire